كتب خلف العنزي :

جذبتني هذه العبارة بشدة والتي رفعها أحد عشاق اليوفنتوس في لقائهم الأخير ضد كييفو , إنها عبارة تحمل في طياتها حزنا كبيرا على حال فريق كانت فرق أوروبا قاطبة تشعر بالرهبة لمجرد ذكر اسمه أمامها , فريق كان الوصول لمستواه اَنذاك حلما للأندية الأخرى.

 فقبل أربع سنوات قال السير أليكس فيرغسون : أريد مجد يوفنتوس .!! المجد الذي لم يحققه أي فريق حتى الاَن بالتأهل لنهائي أقوى بطولة أوروبية على الإطلاق " دوري الأبطال " بحلته الجديدة وبمجموعاته وتتابع مبارياته ثلاث مرات متتالية .. وكان سيفعلها لولا أن صدمه البايرن في عقر داره وبدّد حلم السير .. ربما للأبد , لن أخوض كثيراً بتاريخ اليوفنتوس فهو واضح وجلي للكل كالشمس .. ومن يستطيع حجب الشمس ..؟  أردت التطرق في مقالتي  إلي الشطر الثاني من الجملة أعلاه .. "إلاّ أنت" , لن تأخذ وقتاً طويلاً سيدي القارئ لتعرف من المقصود إنها الأسطورة الحية والخالدة في تاريخ اليوفنتوس أليساندرو دل بييرو، أو كما يحلو لعاشقي السيدة العجوز بتسميته بــ "الملك", الرجل الذي أفنى أكثر من نصف عمره في التضحية من أجل فريقه حتى في غياب الدرجة الثانية، كان يستطيع أن يذهب ولن يلومه أحد، فما قدمه قبل ذلك لا يمكن نكرانه أبدا، ً ولكنه صدم الكل بعد أن انتهت البطولة، وعاد اليوفنتوس مجددا ً لدوري الأضواء، إن كان من الممكن أن نطلق عليه هذه التسمية، ولكن الحقيقة هي أن أي دوري مهما كان وأي درجة مهما تدنت يلعب بها اليوفنتوس يعتبر بنظر محبيه " دوري أضواء " لأن مشاهدة اليوفنتوس يلعب .. متعة بحد ذاتها قبل الفوز والخسارة.

ونعود لما قاله الملك دل بييرو فور إعلان اليوفنتوس بطلاً للكاديتو " السيريا B " : "إنها أجمل بطولة لي على الإطلاق وهي فخر لكل يوفنتينو على وجه الأرض" .. وفعلاً ومنذ ذلك اليوم أصبح عشاق اليوفنتوس يطلقون على موسم السقوط لقب " موسم الفخر " فأي رجل هذا ..؟!! الذي وبجملة واحدة بدّل أحزان ومخاوف الجماهير وشعورهم بالعار جراء السقوط إلى شعور بالفخر والمجد وكأنهم حصلوا على بطولة العالم ..!!

في ذلك الموسم عاد دل بييرو باليوفنتوس سريعاً للكالشيو حاملاً معه لقب الهداف وفي أول موسم بعد العودة جدّد العهد مع ذلك اللقب ليدخل التاريخ كأول لاعب يحصل على لقب الهداف في درجتين مختلفتين وبموسمين متتابعين ومع فريق واحد . فعلها باولو روسي "اليوفنتينو" ولكن مع فريقين مختلفين .

دل بييرو لاعب خلوق جداً فهو اللاعب الوحيد في ايطاليا حسب معرفتي كرمه رئيس ايطاليا اَنذاك نابوليتانو بمنحه جائزة خاصة لأخلاقه الجميلة وذلك بعد حادثته الشهيرة مع كوفري لاعب روما الذي صفع دل بييرو ولم يرد عليه حتى بكلمة واحدة .. ثم بعد ذلك تم الإستغناء عنه من إدارة روما,

وفي كأس العالم 2006 رفض الأسطورة زين الدين زيدان أن يعطي القميص لأي لاعب من لاعبي المنتخب الإيطالي , يقول دل بييرو : "فوجئت به ينتظرني في الممر الخاص باللاعبين ليعطيني قميصه .. إنها لحظة تأملت فيها كثيراً" ,, علاوة على ذلك فقد قال عنه زيدان : "دل بييرو أفضل لاعب لعبت بجانبه في تاريخي .."

دل بييرو قام بالرد على سؤال بخصوص الرقم 10 ما إذا كان سيسحب أو لا .. فقال :
"لاتسحبوا الرقم 10 بعد اعتزالي.. أنه حلم الصغار .. وكثيرون من حملوا هذا الرقم من الأساطير , يجب أن نعطي الأجيال القادمة حق الفخر بهذا القميص وهذا الرقم , وحتى لو كنت أليساندرو دل بييرو ,فلابد أن نعطي الأطفال بهجة هذا الرقم وبالمقابل هم سوف يحطمون أرقامنا , ويوفنتوس سيبقى .. اليوفنتوس " .

أخيراً .. دل بييرو قام بتجديد عقده لموسم إضافي مع الفريق وبراتب أقل من الضعفين فارضاً بذلك أسمى معاني التضحية من أجل الفريق ..

قال بعدها ضاحكاً : إن لم أحصل على بطولة فسأفكر بعقد جديد ..!!
 
,, فعلاً .. "كل اليوفنتوس تغير .. إلاّ أنت"